الغزل فى الاغانى الكردفانيه

ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﻓﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺻﺎﺩﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ . ﻭﻳﻤﺘﺎﺯ ﺍﻟﻜﺮﺩﻓﺎﻧﻴﻮﻥ ﺑﺎﻟﺮﻗﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ ﻭﺩﻻﻟﻬﺎ ﻭﺻﺪﻫﺎ ﻭﺇﻋﺮﺍﺿﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺐ . ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﻐﺰﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻄﺮ ﺭﻗﺔ ﻭﺷﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﻫﻴﺎﻣﺎً ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ :
ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﻳﺎﻟﺴﻤﺤﺔ ﻳﺎﻟﻮﺍﺭﺩﺓ
ﻳﺎ ﻓﻘﺮﺍ ﺭﺩﻭﺍ ﻟﻲ ﺭﻭﻳﺤﺘﻲ ﺍﻟﻬﻨﺎﻙ ﺷﺎﺭﺩﺓ
ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺘﺎ ﺍﻟﺨﺎﻳﻠﺔ ﻭﺭﺍﺩﺍ ﻛﻴﻒ ﻣﺎﻳﻼ
ﺭﻭﺣﻲ ﺍﻟﻌﻄﻴﺸﺎﻧﺎ ﻟﺸﺘﻴﻠﺘﻚ ﺍﻟﺸﺎﻳﻠﺔ
ﻭﻗﻠﺒﻲ ﻛﺎﻥ ﺷﻔﺘﻲ ﺣﺮﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻳﻠﺔ
ﺍﻟﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﺼﺒﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻐﺰﻟﻲ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﻭﻳﻤﺘﺎﺯ ﻏﺰﻟﻬﻢ ﺑﺘﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ . ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﺼﻐﻴﺮ ﺗﺪﻟﻴﻼً ﻟﻠﻤﺤﺒﻮﺑﺔ ﻭﺗﺒﺠﻴﻼ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﺎ . ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻴﻼً ﻟﻠﺘﺼﻐﻴﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ . ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺃﻫﻞ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ .
*********
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻧﻲ ﻟﺴﺖ ﺑﺸﺎﻋﺮ ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﻃﺮﺏ ﻟﺮﻗﺔ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻓﺎﻧﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺑﻜﻒ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺃﻭﻻً ﻋﻤﺎ ﺳﻴﻘﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﻮﺑﺘﻪ .. ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﺭﺩﺓ .. ﻭﻳﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰﻟﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻐﺪﻳﺮ ﻃﻠﺒﺎً ﻟﻠﻤﺎﺀ .. ﻳﺎ ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ ﻳﺎ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ .. ﺛﻢ ﻳﺒﺘﻬﻞ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ _ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻜﺲ ﻟﻨﺎ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ _ ﺑﺄﻥ ﻳﻠﻴﻦ ﻗﻠﺐ ﻋﺸﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺗﻪ .. ﻟﺘﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺑﺔ .. ﻳﺎ ﻓﻘﺮﺍ ﺭﺩﻭﺍ ﻟﻲ ﺭﻭﻳﺤﺘﻲ ﺍﻟﻬﻨﺎﻙ ﺷﺎﺭﺩﺓ .. ﻓﻬﻲ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻋﻨﻪ .. ﻭﻳﺼﻒ ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻳﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﻳﻠﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺸﻴﺔ ﺩﻻﻝ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ ﻣﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﻄﺶ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻤﺘﻠﻬﻔﺔ ﻟﻘﺪﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺸﺘﻴﻠﺔ ﻭﺻﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻭﺯ .. ﻭﻳﻠﻬﺐ ﻧﺎﺭ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻷﺷﺪ ﺣﺮﺍً ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻗﺎﺋﻆٍ ﺍﻧﺘﺼﻒ ﻧﻬﺎﺭﻩ !
ﻣﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻓﻲ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻭﺑﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﺍﻟﻜﺮﺩﻓﺎﻧﻲ